مجتمع

التنمر: في حضرة الوحش الخفي

التنمر ليس سلوكًا فرديًا عابرًا، بل انعكاس لبنية اجتماعية تُكافئ السيطرة وتُهمش الاختلاف… قراءة في الجذور النفسية والثقافية للعنف الصامت.

future صورة تعبيرية (التنمر)

«تنمَّرَ» ليتنمَّر، تنمُّرًا، فهو مُتنمِّر، أي غَضِب وساء خُلقه وصار كالنمر الغاضب، وتَنَمَّرَ تعني تشبَّه بالنمر في لونه أو طبعه، وتنمَّر لفلانٍ أي تنكّر له، وتَنَمَّرَ أيضًا بمعنى مدّ في صوته عند الوعيد، و«لبِس له جلد النمر» تعني أنه كشف له عن عداوته وعامله بوحشية.

بعض الآلام ربما تكون أسهل في ملاحظتها ومن ثمَ علاجها سريعًا؛ تلك الآلام الجسدية الظاهرة، كدمة، عظمة مكسورة، خدش. لكن ما تفعله بنا الآلام النفسية – خصوصًا في طفولتنا – تكمن صعوبتها في أنها لا تُرى.

في علم النفس التطوري، يُعتبر العنف آلية بقاء، رد فعل طبيعي فطري يظهر في مواقف التهديد أو الخطر، ويمكن تقسيم العنف إلى عنف مباشر يهدف إلى إيذاء شخص ما بشكل واضح، مثل:

  1. العنف الجسدي (الضرب، الركل، الطعن).
  2. العنف اللفظي (الإهانات، التهديدات).
  3. العنف الجنسي (التحرش، الاغتصاب).

بخلاف العنف السلبي الذي يشمل الأذى غير المباشر مثل التجاهل أو التلاعب النفسي.

ويُعتبر السلوك العدواني في الطفولة المبكرة (من سن 2 إلى 4 سنوات) سلوكًا طبيعيًا ناتجًا عن الإحباط أو ضعف القدرة على التعبير. ومع تطور مهارات الطفل الاجتماعية واللغوية، تقل هذه السلوكيات تدريجيًا. لكن في حال استمرار العدوانية بعد هذا السن أو زيادتها في الحدة والتكرار، فقد تكون مؤشرًا على عدوان مرضي أو اضطراب سلوكي.

هناك نوعان رئيسيان من العدوان:

  • عدوان تفاعلي: رد فعل عاطفي على موقف مستفز.
  • عدوان استباقي: عدوان مقصود لتحقيق هدف معين (مثل السيطرة أو فرض القوة).

تطور العدوان المرضي في الطفولة يمكن أن يؤدي إلى:

  • التنمر
  • اضطرابات السلوك
  • اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (Antisocial Personality Disorder) في مرحلة البلوغ، والذي يرتبط بانعدام التعاطف والتجاهل المستمر لقوانين المجتمع وحقوق الآخرين.

ولكن هل المتنمرون يُولَدون أم يُصنَعون؟

يُصنَع المتنمرون، لا يُولَدون، ويبدأ سلوك التنمر في سن مبكرة؛ فإذا لم يُكتشف ويُعالَج يفشل الأطفال في ضبط النفس ومقاومة هذا السلوك. ويصبح التنمر سلوكًا راسخًا، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى أن المتنمرين يحصلون على ما يريدون – على الأقل في البداية.

«ملأى السنابلِ تنحني بتواضعٍ
والفارغاتُ رؤوسُهنَّ شامخاتُ»

— إيليا أبو ماضي

يشير البيت السابق إلى أن الشخص المتحقق الذي يعرف قيمة نفسه (مثل السنابل الممتلئة بالحبوب) يكون أكثر تواضعًا، بينما الشخص الذي لا يمتلك شيئًا حقيقيًا (مثل السنابل الفارغة) يظل يتفاخر ويرتفع رأسه بلا مبرر!

ما هو تعريف التنمر؟

أي فعل أو سلوك يؤدي إلى إهانة شخص آخر، أو نزع إنسانيته، أو إذلاله، أو ترهيبه، أو إيذائه جسديًا أو نفسيًا. عادةً ما يحدث هذا بشكل متكرر على مدى فترات طويلة: المتنمر يمتلك شكلًا من أشكال السلطة على ضحيته. ربما يمتلك بدءًا القوة البدنية، المكانة الاجتماعية، التفوق في مكان العمل.

السمات الثلاث الأساسية للتنمر: القصد، والتكرار، والقوة.

يُعرّف أنتوني فولك، عالم النمو الذي يُجري أبحاثًا حول التنمر، بأنه:

«محاولة عدوانية متعمّدة ضد شخص أضعف تُسبب له الأذى أن يحدث في سياق يصعب فيه على الضحية الدفاع عن نفسها بسبب اختلال توازن القوى».

وتُعد الساديَّة سمة نفسية شائعة بين المتنمرين، حيث يجد المتنمر متعة في إيذاء الآخرين دون أي شعور بالندم.

الفتيات أكثر عرضة للتنمر من الفتيان، لكنهن نادرًا ما يشاركن في عدوان مباشر، ويفضّلن إيذاء الآخرين نفسيًا كالتلاعب ونشر الشائعات أو النميمة وتعمد التجاهل بغرض الإقصاء الاجتماعي أو التهديد بالنبذ. بينما يتعرض الفتيان غالبًا للتنمر البدني.

في المسلسل الشهير «Gossip Girl»، لا يُعد التنمر مجرد سلوك عابر، بل يتحوّل إلى هواية أسبوعية تمارسها النخبة، لعبة مُدمّرة لا يقتصر أذاها على التنمر الجسدي، بل يمتد ليشمل تدميرًا نفسيًا واجتماعيًا ممنهجًا، وكأن التنمر لم يعد تهديدًا عابرًا، بل أسلوب حياة متعمَّد يُمارَس بذكاء وقسوة، ويظهر فيه رفض الاختلاط مع الضحية، وتمتد دائرة الأذى وتطول الأشخاص الآخرين الذين يختلطون مع الضحية.

ويمكن أن يحدث التنمر بشكل مباشر أو من خلال الإنترنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو الرسائل النصية، أو البريد الإلكتروني، أو التهديد باستخدام صور ومقاطع فيديو و/أو تسجيلات صوتية دون إذن صاحبها.

وقد يحدث التنمر عبر أي منصة أخرى يتفاعل الأطفال من خلالها مثل مواقع الألعاب الإلكترونية، وبما أنه لا يُتاح للوالدين أن يتابعوا دائمًا ما يفعله أطفالهم على هذه المنصات، فقد يكون من الصعب إدراك ما إذا كان أطفالهم يتعرضون للتنمر.

هل هناك سمات مميزة يختار المتنمرون ضحاياهم بناءً عليها؟

تُظهر الدراسات أن الضحايا من الأطفال الذين يتعرضون للتنمر، يستجيبون بسهولة لمطالب المتنمرين، فيسلمونهم ممتلكاتهم مثل الألعاب وربما النقود. وإظهار الضحايا للألم والمعاناة يُرضي المتنمرين ويشعرهم بالسيطرة، لذا عادة ما يُفضل المتنمرون الضحايا الذين ليس لديهم أصدقاء.

ولكن لماذا يتنمر الناس على الآخرين؟

التنمر، من منظور تطوري، يُستخدم لاكتساب السلطة والموارد.

«تنمّر الأشجار»

مصطلح يُستخدم مجازيًا لوصف تنافس الأشجار على الموارد مثل الضوء والماء، حيث تحجب الأشجار الكبيرة الشمس عن الصغيرة، ما يضعف نموها.

رغم أنه ليس مصطلحًا علميًا رسميًا، إلا أن سلوكيات التنافس هذه موثقة في الدراسات البيئية. الغابات، رغم سكونها، تخفي صراعات صامتة من أجل البقاء!

يتفق معظمنا على أن التنمر، مهما كان نوعه، غالبًا ما يكون نتيجةً لغرائز الشخص ودوافعه للوصول لهدف لا يستطيع تحقيقه بطريقة مباشرة. وقد يكون التنمر واضحًا أو خفيًا يصعب كشفه مثل استخدام حسابات مجهولة لإخفاء الهوية، والتلاعب النفسي والعاطفي كالتشكيك في المشاعر والضغط بالخوف أو الذنب، والتظاهر بالصداقة بقصد الإيذاء لاحقًا، إلى جانب النظرات المهددة، والهمس، والتجاهل، وتقييد العلاقات، والتي غالبًا ما تظهر في شكل تنمر اجتماعي كالإقصاء ونشر الشائعات.

ولكن ليس كل سلوك قاسٍ يُعد تنمرًا. فحين يكون الخلاف متبادلاً بين طرفين متكافئين في القوة، فهو مجرد صراع، لا تنمر. وحتى التصرفات المؤذية التي تحدث لمرة واحدة، أو تلك الموجهة لأشخاص مختلفين دون تكرار، لا تُدرج تحت مظلة التنمر، بل هي مواقف قد تكون مؤلمة، لكنها عابرة.

هل أنت مشارك في حدوث التنمر لك؟

كل شخص قد يكون متنمرًا أو ضحية، لكن تزيد احتمالية التعرض للتنمر لدى من يتسمون بالانطوائية أو يعانون من الاكتئاب، أو يفتقرون إلى الصداقات والدعم الاجتماعي، خاصة إذا كانوا من أقليات أو تعرضوا لصدمات أو عنف أسري.

هناك «ضحايا التنمر» ممن تعرّضوا للأذى ثم أصبحوا متنمرين، وآخرون يمارسون التنمر دون تجربة سابقة، وقد يكونون محبوبين وواعين بسلوكهم، ولكنهم يؤمنون بأنهم أفضل من غيرهم.

آثار التنمر

يمكن للتنمر أن يترك آثارًا ضارة وطويلة الأمد عند الأطفال. فإضافة إلى التأثيرات البدنية للتنمر الناتج عن عنف جسدي، يمكن أن يتعرض الأطفال لمشاكل نفسية، ويمكن أن تكون آثار التنمر خطيرة جداً، بل ومن الممكن أن تؤدي إلى الوفاة!

تقول موناى أومور، الحاصلة على الدكتوراه في مركز مكافحة التنمر، كلية ترينيتي في دبلن:

إن «هناك هيكلًا ناميًا من الأبحاث توضح أن الأفراد، سواء كانوا أطفالًا أو بالغين، والذين يتعرضون باستمرار للتنمر، يكونون معرضين لخطر الأمراض المتعلقة بالضغط النفسي، والتي من الممكن في بعض الأحيان أن تؤدي إلى الانتحار».

في عام 2002، أشار تقرير صادر عن وكالة الاستخبارات المركزية إلى أن التنمر لعب دورًا هامًا في وقوع حوادث إطلاق النار في عدد من المدارس.

التعرض المتكرر للتنمر يرتبط بظهور أعراض اضطرابات وظائف الجهاز المناعي والهضمي، وزيادة احتمالية الإصابة بالأرق، والصداع، والكوابيس.

كما أظهرت الدراسات أن اضطرابات النوم الناتجة عن التنمر قد تؤثر سلبًا على نمو الدماغ، تحديدًا في المناطق المسؤولة عن الذاكرة والانتباه، نتيجة لانخفاض المادة الرمادية فيها. وقد تم رصد ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول لدى المراهقين المتعرضين للتنمر، مما يؤدي إلى تراجع في القدرات المعرفية، وقيامهم بسلوكيات خطرة مثل تعاطي المخدرات.

على المستوى النفسي، يُصنّف التنمر كأحد أشكال الصدمة النفسية، وقد يرتبط بظهور اضطرابات مثل الاكتئاب، القلق، انخفاض تقدير الذات، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). وتشير الأدلة إلى أن هذه التأثيرات قد تستمر حتى مراحل لاحقة من الحياة. عاطفيًا، يعاني الضحايا من العزلة، والغضب، والإحباط، وأحيانًا رغبة في الانتقام، بينما يؤدي التنمر اجتماعيًا إلى تدهور العلاقات والتراجع الأكاديمي أو المهني.

أفادت دراسة أجراها مركز الصحة الوطني الأمريكي بين يوليو 2021 وديسمبر 2023 أن 29.8% من المراهقين الذين تعرضوا للتنمر في العام الماضي أظهروا أعراض قلق، و28.5% أظهروا أعراض اكتئاب، مقارنة بـ 14.5% و12.1% على التوالي بين الذين لم يتعرضوا للتنمر.

كما أظهرت دراسة أجراها مركز الأبحاث السريرية للأطفال والمراهقين في جامعة كوينزلاند أن 40.2% من المشاركين أبلغوا عن تعرضهم للتنمر أو كونهم متنمرين أو كليهما. كما أظهرت الدراسة أن الضحايا كانوا أكثر عرضة لتطوير سلوكيات داخلية مثل الاكتئاب والقلق، بينما كان المتنمرون أكثر عرضة لتطوير سلوكيات خارجية مثل تعاطي المخدرات والعنف.

هل يلجأ المتنمرون إلى تنفيذ المقالب كوسيلة لتغيير إيقاع الحياة العادية وكسر الملل؟

مَقلَب (اسم) جمعه مَقالِب، وهو مكان تُجمع فيه القمامة قبل نقلها للتخلص منها.

أما المقالب (Practical Jokes)، فهي خدع تهدف إلى إحداث الضحك أو المفاجأة، وقد تتسبب أحيانًا في إيذاء نفسي. وقد ازداد انتشارها بفضل برامج الكاميرا الخفية، ويُعدّ يوم 1 أبريل في الثقافة الغربية من أبرز الأيام المخصصة لتنفيذ هذه المقالب.

كيف تعرف أنك تتعرض للتنمر؟

التنمر ليس خطأ الضحية

التنمر غالبًا ما يُعتبر أمرًا شخصيًا ويختلف تفسيره بين الناس. المتنمرون يخفون سلوكهم أمام البالغين، مما يجعل التنمر الجسدي أسهل في الكشف من التنمر العاطفي أو الإلكتروني. من المهم تقييم الموقف بناءً على مشاعرك والتعرف على سلوك المتنمر تجاهك، حيث إنك الأقدر على تحديد تجربتك. قد يشعر ضحايا التنمر بالذنب والوحدة واليأس، ويغمرهم الخوف والارتباك والخجل، معتقدين أن ما يحدث لهم هو خطؤهم.

لماذا يصعب طلب المساعدة عند التعرض للتنمر؟

رغم وجود سياسات لمكافحة التنمر، إلا أن البلاغات غالبًا ما يتم تجاهلها.

ضحايا التنمر يشعرون بالعار والخزي أو الخوف من الانتقام، ما يصعب عليهم طلب الدعم. في التنمر الإلكتروني، يخشى الأطفال من فقدان الوصول إلى الإنترنت إذا أخبروا آباءهم. كما قد يُعاقب البعض عند الإبلاغ، سواء في المدارس أو أماكن العمل، مما يجعلهم يترددون في التحدث عن تجربتهم.

ما هي العلامات والتغيرات التي ينبغي أن أنتبه إليها بعد تعرضي أو تعرض شخص قريب مني للتنمر؟

التغيرات النفسية والسلوكية:

  • الشعور بالقلق أو العصبية المفرطة.
  • تصرفات عدوانية أو نوبات غضب غير مبررة.
  • تراجع في الأداء المدرسي أو التفاعل الاجتماعي.
  • عزلة أو فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة.

التغيرات الجسدية:

  • ظهور كدمات، خدوش، أو إصابات جسدية غير مفسرة.
  • مشاكل في النوم مثل الأرق أو الكوابيس المتكررة.
  • آلام جسدية مثل الصداع أو آلام المعدة.
  • في بعض الحالات، حدوث التبول اللاإرادي.

العلامات الاجتماعية:

  • تجنب الذهاب إلى المدرسة أو المشاركة في الأنشطة المدرسية.
  • قلة الأصدقاء أو التغير المفاجئ في دائرة الأصدقاء.
  • خسارة ممتلكات أو تعرضها للتلف أو الفقدان.
  • طلب المال بشكل متكرر دون تفسير واضح.
  • شعور بالضيق أثناء استخدام الإنترنت أو الدخول في نوبات غضب.

هل يمكن الحد من الأثر السلبي للتنمر وعلاج المتنمرين؟

التواصل الفعّال مع المتنمر:
يتطلب التعامل مع المتنمرين إشراكهم في حوار صريح لشرح عواقب سلوكهم، مع ضرورة تحديد حدود واضحة وصارمة لا تقبل التهاون في تنفيذها.

دعم الضحايا نفسيًا واجتماعيًا:
يحتاج الضحايا إلى دعم نفسي مستمر، يتضمن الاستماع لهم وتقديم المساندة العاطفية والاجتماعية، إلى جانب برامج التوعية التي تهدف إلى تعزيز مهاراتهم في التواصل وضبط الغضب.

التوجيه الأسري والتوعية المبكرة:
ينبغي على الأهل تعليم أطفالهم الفرق بين السلوكيات المقبولة وغير المقبولة في مختلف السياقات الاجتماعية، بما في ذلك التواصل الإلكتروني، وتوفير بيئة مفتوحة تعزز الثقة وتسمح للأطفال بالتحدث بحرية عن تجاربهم دون إطلاق الأحكام.

معالجة سلوك المتنمرين:
يتطلب الأمر تقييم سلوك المتنمرين بشكل دقيق وتوجيههم إلى برامج علاجية نفسية مثل العلاج المعرفي السلوكي، مع تكامل الدعم الأسري والمجتمعي لتغيير نظرتهم وسلوكهم تجاه الآخرين.
وبما أن التنمر يُستخدم لتحقيق أهداف مادية أو نفسية، فغالبًا ما يسعى المتنمرون إلى جذب الانتباه والسلطة والشعور بالقوة والسيطرة، فمن الممكن تعليم المتنمرين أنهم يستطيعون أن يشعروا بالتمكين ولكن دون إيذاء الآخرين، مع احترام الحدود الجسدية والنفسية.

مساعدة الأطفال المتعرضين للتنمر:

  • الاستماع بانفتاح واحتواء مشاعر الطفل، مع طمأنته بأنه ليس مسؤولًا عما حدث.
  • التأكيد على دعمه الكامل والعمل على ضمان أمانه النفسي والعاطفي.
  • التواصل مع المدرسة لوضع خطة شاملة للحد من التنمر، وتعريف الطفل بكيفية حماية نفسه على الإنترنت.
  • إذا كان الطفل يشعر بالأمان والثقة، يمكن تعليمه التحدث إلى المتنمر ووضع حد للعلاقة معه.

دور الآباء والمجتمع في الوقاية من التنمر:

  • تعليم الأطفال التعاطف واحترام الآخر، مما يعزز قدرتهم على التفريق بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول في التعامل مع الآخرين.
  • دعم الحوار المستمر مع الأطفال حول تجاربهم الاجتماعية في المدرسة، وتأكيد أهمية التبليغ عن أي سلوك مسيء.
  • فصل الأطفال المعنيين والتأكد من سلامتهم وتقديم الرعاية الطبية أو النفسية اللازمة. من المهم الحفاظ على الهدوء والطمأنينة، وتجنب تجاهل الموقف أو الضغط على الأطفال لقول التفاصيل أمام الآخرين.
  • في الحالات التي تشمل السلاح، التهديد بالعنف أو الاعتداء، يجب التدخل الفوري والحصول على مساعدة الشرطة أو الرعاية الطبية.
  • تذكر أنه يحق لطفلك أن يتمتع ببيئة مدرسية آمنة وحانية تحترم كرامته. وتنص اتفاقية حقوق الطفل على أنه من حق جميع الأطفال الحصول على التعليم وعلى الحماية من جميع أشكال العنف البدني والعقلي ومن الإهانات والتعسّف، ولا يُستثنى التنمر من ذلك.

دور الطلاب في مكافحة التنمر:

  • تشجيع الطلاب على التحدث والتدخل عند مشاهدة التنمر، وتقديم الدعم العاطفي للضحايا.
  • الإبلاغ عن حالات التنمر للبالغين المسؤولين.

تشير الأبحاث إلى أن تدخل المارة يمكن أن يكون له تأثير فعّال في وقف التنمر. على سبيل المثال، أظهرت دراسة نُشرت في المجلة الكندية لعلم النفس أنه بمجرد تدخل المارة لمساعدة ضحايا التنمر، يتوقف السلوك العدواني في غضون 10 ثوانٍ فقط.

ما الذي يمكنني القيام به إذا كان طفلي هو من يمارس التنمّر ضد الآخرين؟

  • حاول أن تفهم السبب وراء سلوك طفلك المتنمر، فقد يكون ناتجًا عن مشاعر غضب داخلي، ودربه على بدائل صحية للتعامل مع الغضب والإحباط، وعلّمه أهمية التعاطف مع الآخرين.
  • راجع سلوكك الشخصي لأن الطفل قد يقلد ما يراه في المنزل.
  • امنح الطفل فرصة لتصحيح سلوكه عن طريق الاعتذار لمن تسبب لهم في أي شكل من أشكال الأذى.

وفقًا لدراسات عالمية حديثة، أفاد حوالي 20–30% من الطلاب بأنهم تعرضوا للتنمر في المدرسة، في حين أن 15–20% قد تعرضوا للتنمر الإلكتروني. وفي الولايات المتحدة، أبلغ حوالي 1 من كل 5 طلاب تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا عن تعرضهم للتنمر.

كيف يمكن للقوانين ومنصات التواصل الاجتماعي المساعدة في إيقاف التنمر؟

فرضت العديد من الدول قوانين ضد التنمر لحماية الطلاب. على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، جميع الولايات الخمسين لديها قوانين ضد التنمر، والعديد من المدارس ملزمة بالإبلاغ عن حوادث التنمر. ومع ذلك، لا يزال تطبيق قوانين التنمر الإلكتروني محدودًا مع تزايد دور المنصات الإلكترونية في المشكلة.

في عام 2024، تقوم منصات التواصل الاجتماعي بإدخال أدوات أكثر قوة لمكافحة التنمر الإلكتروني. تتيح ميزات مثل المراقبة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي وأنظمة الإبلاغ وأدوات الخصوصية المعززة للمستخدمين مثل الحظر أو الإبلاغ عن المحتوى غير المناسب بفعالية أكبر.

وأطلقت منصات مثل إنستغرام وتيك توك حملات ضد التنمر، ويُخصص شهر أكتوبر عالميًا للتوعية بأضرار التنمر، خاصة في الولايات المتحدة، حيث تُنظم حملات لدعم الضحايا، كما يُحتفل بـ«أسبوع مكافحة التنمر» في نوفمبر بالمملكة المتحدة، ويُسلّط الضوء على التنمر الإلكتروني في «يوم الإنترنت الآمن» خلال فبراير.

في الختام، أنت لستَ ما فَعَله أو قاله المتنمّر. لا تكن وحدك في هذا الألم. اطلب الدعم من دائرتك الآمنة من العائلة أو الأصدقاء أو من طبيب أو أخصائي نفسي، وكن أنت من يكسر دائرة الإساءة!

# صحة نفسية # التنمر

من أنا؟ عن الحرب المستعرة التي نحرق بها دواخلنا
لماذا يجب أن تحركك قيمك لا إنجازاتك في بيئة العمل؟
وجوه العنف المُقنعة: كيف يخفي الخطاب الفني إيذاء النساء؟

مجتمع