كما أظهرت دراسة أجراها مركز الأبحاث السريرية للأطفال والمراهقين في جامعة كوينزلاند أن 40.2% من المشاركين أبلغوا عن تعرضهم للتنمر أو كونهم متنمرين أو كليهما. كما أظهرت الدراسة أن الضحايا كانوا أكثر عرضة لتطوير سلوكيات داخلية مثل الاكتئاب والقلق، بينما كان المتنمرون أكثر عرضة لتطوير سلوكيات خارجية مثل تعاطي المخدرات والعنف.
هل يلجأ المتنمرون إلى تنفيذ المقالب كوسيلة لتغيير إيقاع الحياة العادية وكسر الملل؟
مَقلَب (اسم) جمعه مَقالِب، وهو مكان تُجمع فيه القمامة قبل نقلها للتخلص منها.
أما المقالب (Practical Jokes)، فهي خدع تهدف إلى إحداث الضحك أو المفاجأة، وقد تتسبب أحيانًا في إيذاء نفسي. وقد ازداد انتشارها بفضل برامج الكاميرا الخفية، ويُعدّ يوم 1 أبريل في الثقافة الغربية من أبرز الأيام المخصصة لتنفيذ هذه المقالب.
كيف تعرف أنك تتعرض للتنمر؟
التنمر ليس خطأ الضحية
التنمر غالبًا ما يُعتبر أمرًا شخصيًا ويختلف تفسيره بين الناس. المتنمرون يخفون سلوكهم أمام البالغين، مما يجعل التنمر الجسدي أسهل في الكشف من التنمر العاطفي أو الإلكتروني. من المهم تقييم الموقف بناءً على مشاعرك والتعرف على سلوك المتنمر تجاهك، حيث إنك الأقدر على تحديد تجربتك. قد يشعر ضحايا التنمر بالذنب والوحدة واليأس، ويغمرهم الخوف والارتباك والخجل، معتقدين أن ما يحدث لهم هو خطؤهم.
لماذا يصعب طلب المساعدة عند التعرض للتنمر؟
رغم وجود سياسات لمكافحة التنمر، إلا أن البلاغات غالبًا ما يتم تجاهلها.
ضحايا التنمر يشعرون بالعار والخزي أو الخوف من الانتقام، ما يصعب عليهم طلب الدعم. في التنمر الإلكتروني، يخشى الأطفال من فقدان الوصول إلى الإنترنت إذا أخبروا آباءهم. كما قد يُعاقب البعض عند الإبلاغ، سواء في المدارس أو أماكن العمل، مما يجعلهم يترددون في التحدث عن تجربتهم.
ما هي العلامات والتغيرات التي ينبغي أن أنتبه إليها بعد تعرضي أو تعرض شخص قريب مني للتنمر؟
التغيرات النفسية والسلوكية:
- الشعور بالقلق أو العصبية المفرطة.
- تصرفات عدوانية أو نوبات غضب غير مبررة.
- تراجع في الأداء المدرسي أو التفاعل الاجتماعي.
- عزلة أو فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة.
التغيرات الجسدية:
- ظهور كدمات، خدوش، أو إصابات جسدية غير مفسرة.
- مشاكل في النوم مثل الأرق أو الكوابيس المتكررة.
- آلام جسدية مثل الصداع أو آلام المعدة.
- في بعض الحالات، حدوث التبول اللاإرادي.
العلامات الاجتماعية:
- تجنب الذهاب إلى المدرسة أو المشاركة في الأنشطة المدرسية.
- قلة الأصدقاء أو التغير المفاجئ في دائرة الأصدقاء.
- خسارة ممتلكات أو تعرضها للتلف أو الفقدان.
- طلب المال بشكل متكرر دون تفسير واضح.
- شعور بالضيق أثناء استخدام الإنترنت أو الدخول في نوبات غضب.
هل يمكن الحد من الأثر السلبي للتنمر وعلاج المتنمرين؟
التواصل الفعّال مع المتنمر:
يتطلب التعامل مع المتنمرين إشراكهم في حوار صريح لشرح عواقب سلوكهم، مع ضرورة تحديد حدود واضحة وصارمة لا تقبل التهاون في تنفيذها.
دعم الضحايا نفسيًا واجتماعيًا:
يحتاج الضحايا إلى دعم نفسي مستمر، يتضمن الاستماع لهم وتقديم المساندة العاطفية والاجتماعية، إلى جانب برامج التوعية التي تهدف إلى تعزيز مهاراتهم في التواصل وضبط الغضب.
التوجيه الأسري والتوعية المبكرة:
ينبغي على الأهل تعليم أطفالهم الفرق بين السلوكيات المقبولة وغير المقبولة في مختلف السياقات الاجتماعية، بما في ذلك التواصل الإلكتروني، وتوفير بيئة مفتوحة تعزز الثقة وتسمح للأطفال بالتحدث بحرية عن تجاربهم دون إطلاق الأحكام.
معالجة سلوك المتنمرين:
يتطلب الأمر تقييم سلوك المتنمرين بشكل دقيق وتوجيههم إلى برامج علاجية نفسية مثل العلاج المعرفي السلوكي، مع تكامل الدعم الأسري والمجتمعي لتغيير نظرتهم وسلوكهم تجاه الآخرين.
وبما أن التنمر يُستخدم لتحقيق أهداف مادية أو نفسية، فغالبًا ما يسعى المتنمرون إلى جذب الانتباه والسلطة والشعور بالقوة والسيطرة، فمن الممكن تعليم المتنمرين أنهم يستطيعون أن يشعروا بالتمكين ولكن دون إيذاء الآخرين، مع احترام الحدود الجسدية والنفسية.
مساعدة الأطفال المتعرضين للتنمر:
- الاستماع بانفتاح واحتواء مشاعر الطفل، مع طمأنته بأنه ليس مسؤولًا عما حدث.
- التأكيد على دعمه الكامل والعمل على ضمان أمانه النفسي والعاطفي.
- التواصل مع المدرسة لوضع خطة شاملة للحد من التنمر، وتعريف الطفل بكيفية حماية نفسه على الإنترنت.
- إذا كان الطفل يشعر بالأمان والثقة، يمكن تعليمه التحدث إلى المتنمر ووضع حد للعلاقة معه.
دور الآباء والمجتمع في الوقاية من التنمر:
- تعليم الأطفال التعاطف واحترام الآخر، مما يعزز قدرتهم على التفريق بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول في التعامل مع الآخرين.
- دعم الحوار المستمر مع الأطفال حول تجاربهم الاجتماعية في المدرسة، وتأكيد أهمية التبليغ عن أي سلوك مسيء.
- فصل الأطفال المعنيين والتأكد من سلامتهم وتقديم الرعاية الطبية أو النفسية اللازمة. من المهم الحفاظ على الهدوء والطمأنينة، وتجنب تجاهل الموقف أو الضغط على الأطفال لقول التفاصيل أمام الآخرين.
- في الحالات التي تشمل السلاح، التهديد بالعنف أو الاعتداء، يجب التدخل الفوري والحصول على مساعدة الشرطة أو الرعاية الطبية.
- تذكر أنه يحق لطفلك أن يتمتع ببيئة مدرسية آمنة وحانية تحترم كرامته. وتنص اتفاقية حقوق الطفل على أنه من حق جميع الأطفال الحصول على التعليم وعلى الحماية من جميع أشكال العنف البدني والعقلي ومن الإهانات والتعسّف، ولا يُستثنى التنمر من ذلك.
دور الطلاب في مكافحة التنمر:
- تشجيع الطلاب على التحدث والتدخل عند مشاهدة التنمر، وتقديم الدعم العاطفي للضحايا.
- الإبلاغ عن حالات التنمر للبالغين المسؤولين.
تشير الأبحاث إلى أن تدخل المارة يمكن أن يكون له تأثير فعّال في وقف التنمر. على سبيل المثال، أظهرت دراسة نُشرت في المجلة الكندية لعلم النفس أنه بمجرد تدخل المارة لمساعدة ضحايا التنمر، يتوقف السلوك العدواني في غضون 10 ثوانٍ فقط.
ما الذي يمكنني القيام به إذا كان طفلي هو من يمارس التنمّر ضد الآخرين؟
- حاول أن تفهم السبب وراء سلوك طفلك المتنمر، فقد يكون ناتجًا عن مشاعر غضب داخلي، ودربه على بدائل صحية للتعامل مع الغضب والإحباط، وعلّمه أهمية التعاطف مع الآخرين.
- راجع سلوكك الشخصي لأن الطفل قد يقلد ما يراه في المنزل.
- امنح الطفل فرصة لتصحيح سلوكه عن طريق الاعتذار لمن تسبب لهم في أي شكل من أشكال الأذى.
وفقًا لدراسات عالمية حديثة، أفاد حوالي 20–30% من الطلاب بأنهم تعرضوا للتنمر في المدرسة، في حين أن 15–20% قد تعرضوا للتنمر الإلكتروني. وفي الولايات المتحدة، أبلغ حوالي 1 من كل 5 طلاب تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا عن تعرضهم للتنمر.
كيف يمكن للقوانين ومنصات التواصل الاجتماعي المساعدة في إيقاف التنمر؟
فرضت العديد من الدول قوانين ضد التنمر لحماية الطلاب. على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، جميع الولايات الخمسين لديها قوانين ضد التنمر، والعديد من المدارس ملزمة بالإبلاغ عن حوادث التنمر. ومع ذلك، لا يزال تطبيق قوانين التنمر الإلكتروني محدودًا مع تزايد دور المنصات الإلكترونية في المشكلة.
في عام 2024، تقوم منصات التواصل الاجتماعي بإدخال أدوات أكثر قوة لمكافحة التنمر الإلكتروني. تتيح ميزات مثل المراقبة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي وأنظمة الإبلاغ وأدوات الخصوصية المعززة للمستخدمين مثل الحظر أو الإبلاغ عن المحتوى غير المناسب بفعالية أكبر.
وأطلقت منصات مثل إنستغرام وتيك توك حملات ضد التنمر، ويُخصص شهر أكتوبر عالميًا للتوعية بأضرار التنمر، خاصة في الولايات المتحدة، حيث تُنظم حملات لدعم الضحايا، كما يُحتفل بـ«أسبوع مكافحة التنمر» في نوفمبر بالمملكة المتحدة، ويُسلّط الضوء على التنمر الإلكتروني في «يوم الإنترنت الآمن» خلال فبراير.
في الختام، أنت لستَ ما فَعَله أو قاله المتنمّر. لا تكن وحدك في هذا الألم. اطلب الدعم من دائرتك الآمنة من العائلة أو الأصدقاء أو من طبيب أو أخصائي نفسي، وكن أنت من يكسر دائرة الإساءة!